مع إقتراب فصل الصيف سوف نتكلم لكم عن مرض الحمى المالطية .
و بدايةً نسأل ما هي الحمى المالطية ؟
الحُمّى المالطية هي عدوى خطيرة تصيب الإنسان و كنتيجة لإنتقال البيكتيريا المُسببة للمرض و التي تعرف بالبروسيلا ( Brucella ) وذلك من الحيوان المُصاب للإنسان .
و للعلم تصيب الحمى المالطية المواشي و بشكل خاص :
كالأغنام ، الماعز ، الغزلان ، الخنازير ، والكلاب ، و الأبقار و الجاموس والجمال .
و لكن كيف تنتقل الحمى المالطية :
• تنتقل الحمى المالطية إلى الإنسان وذلك و من و خلال إستهلاك الحليب و مشتقاته الملوثة بالبيكتيريا .
• و من خلال الإتصال المباشر بالحيوان المُصاب ، وذلك يكون عبر لمس جلد أو لحم الحيوان المُصاب ، أو عبر إستنشاق ، أو شرب حليب غير مبستر أو تناول مشتقات الحليب المُلوثة بالبيكتيريا من الحيوان المصاب .
لذلك يٌعتبر فإن الأشخاص الذين تتطلب طبيعة عملهم الإتصال بالحيوانات ، كالأطباء البيطريين أو الجزارين هم أكثر فئة عرضةً للإصابة بها.
و من أهم أعراض الإصابة بالحمى المالطية :
الحمى و التعرق الليلي ، و هذا المرض شائع في فصلي الشتاء و الربيع .
و قد تتراوح فترة الحضانة له من أسبوع و إلى ثلاثة أسابيع .
و السؤال المطروح :
هل تنتقل الحمى المالطية من شخص مصاب و لآخر سليم ؟
و الجواب هو :
من المستبعد جداً بأن تنتقل الحمى المالطية من شخص مصاب و لآخر سليم ، و إلا في بعض الحالات النادرة جداً وذلك مثل الإتصال الجنسي غير المحمي أو عبر الإتصال من الأم المصابة إلى الطفل وذلك و من خلال الرضاعة الطبيعية أو الولادة .
و كما ذكرنا سالفاً ، فمن أهم أسباب الإصابة بالحُمّى المالطية :
هو شرب الحليب غير المغلي و غير المُبستر و المأخوذ مباشرةً من الحيوان المُصاب ، أو عبر دخول البيكتيريا المُسببة للمرض ، وذلك عن طريق جرح أو تلوث غشاء الملتحمة بالعين عند التعرض لإفرازات حيوان مُصاب ، أو عبر إستنشاق الرذاذ الملوث بالبيكتيريا و ذلك من أماكن الحيوانات المُصابة .
و للعلم فقد يتآثر الإنسان و بثلاث سلالات من البروسيلا المسببة للحمى المالطية و ذلك و بحسب نوع الحيوان الناقل للعدوى و هي :
- البروسيلا المالطية و التي تصيب الأغنام
- البروسيلا المُجهضة و التي تصيب البقر
•- البروسيلات الخنزيرية و التي تصيب الخنازير .
و أما عن الأعراض الملازمة عادةً للإصابة بالحمى الماطية فهي قد تشمل على :
- إرتفاع درجة حرارة الجسم ، و مع تعرق شديد ، و خصوصاً في الليل ، و قد تختفي الأعراض أو تظهر و بإستمرار .
- الصداع .
- آلام الظهر و المفاصل .
- إرهاق ، و تعب عام ، و مع كسل و خمول .
- نقصان غير طبيعي في الوزن .
- و قد تستمر النوبة و ل10 أيام و قد يرافقها حالة سعال .
- و قدتحدث معها أحياناً تغيرات نفسية مرافقة و قد يلتبس الشكل طويل الأمد بالعُصاب النفسي .
- و قد تُصاب المفاصل بالإلتهاب و التورم و قد ينتقل الإلتهاب معها و من مفصل لآخر وذلك و بعد تحسن الأول ، و من أكثر المفاصل عرضةً للإصابة بها نجد :
مفصل الركبة ، الورك ، الكتف ، الكاحل ، الرسغ ، الفقرات .
و أما عم كيفية تشخيص الإصابة بالحُمّى المالطية :
- فقد يعتمد التشخيص على الأعراض والعلامات السريرية الموجودة و على بعض الفحوص المخبرية التالية :
- تفاعل رايت ؛ حيث يُدعم التشخيص بعيار أكثر من 1/160 ، و يتعالى أثناء سير وتيرة المرض .
- و إضافةً لأضداد IgG ، وذلك في حال كانت الإصابة قديمة .
• - أضداد IgM و بالطور الحاد ، و هذا إذا كانت الإصابة حديثة .
- و عبر تحليل خمائر الكبد و CRP و سرعة التثفل .
و أما عن العلاج الواجب في حالة الحمى المالطية :
- فبدايةً يكون بالتغذية الجيدة و الراحة بالفراش و العلاج العرضي و العلاج النوعي الثنائي بالمضادات الحيوية الخاصة ، حيث يوجد هناك ثلاثة أنظمة للعلاج الثنائي و جميعها مُوصى بها و من قبل منظمة الصحة العالمية و وزارات الصحة في الدول العربية .
- و قد تمتد فترة العلاج و لستة أسابيع على الأقل ، حيث يقوم الطبيب بإنتقاء أحد هذه الأنظمة وذلك تبعاً لتطور حالة المريض و عمرهِ !
و من الأدوية المستخدمة لعلاج الحالة ، دواء :
• أ- تتراسكلين ويستخدم و ل 6 أسابيع و إضافة لدواء ستربتومايسين و هو يمكن ان يُعطى و لمدة أسبوعين .
ملاحظة :
بالنسبة للأطفال : لا يستعمل هذا النظام للأطفال تحت سن ال 8 سنوات و لا للنساء الحوامل .
• ب- دوكسيسيللين و لمدة 6 أسابيع و إضافة إلى ريفامبيسين و لمدة 6 أسابيع .
ملاحظة :
و أيضاً لا يستعمل هذا النظام للأطفال تحت سن ال8 سنوات و للنساء الحوامل .
• ج- ريفامبيسين و لمدة 6 أسابيع + كوتريموكسازول و لمدة 6 أسابيع .
ملاحظة : يعتبر هذا النظام آمن و مفضل عند الأطفال و النساء الحوامل و يعطى معه نكسا و بمعدل 12%.
و هناك أدوية أخرى قد يلجأ إلى إستعمالها عادةً و ذلك مثل :
الجنتاميسين والسيبرو والاوفلوكساسين وغيرها ، وهناك أدوية أخرى قد تصبح واعدة إن شاءلله مستقبلاً .
طبعاً و العامل الأهم لتفادي الحالة هو عبر الوقاية وذلك ممكن و عبر :
• الحرص على التعامل الصحي السليم مع كافة مشتقات الحليب و منتجات الألبان .
• و بالفحص المستمر لمن يتعامل مع منتجات الألبان .
• و بتطعيم الحيوانات المنزلية و هي صغيرة السن ، و مع الحرص في أثناء إستعمال الطعم ، وذلك لإحتمالية إصابة الشخص الذي يقوم بعملية التطعيم .
و للعلم فهذا النوع من البيكتيريا يعتبر من الأنواع الخطيرة و العلاج فيه يعتبر طويل الأمد ..
و عافانا الله و إياكم من كل مكروه و سوء .
تعليقات
إرسال تعليق